فيديو | حمدان بن محمد.. شاب لا يتخيل مستقبل دبي بل يعيشه

Cover

تقارير - ميدار.نت

فيما تواصل دبي تحقيق النجاح تلو الآخر، وتجذب المزيد من الأضواء والاهتمام العالميين.. تتجه أنظار الكثيرين إلى شاب يملأ بهدوئه الدنيا ويشغل الناس.. لأنه يمثل مستقبل هذه الإمارة.

ساعد يوماً مُسناً علقت مركبته بالرمال، فناداه الرجل الذي لم يكن يعرفه بـ«فزاع» بمعنى المبادِر للمساعدة، فالتصق الاسم بالشاب لسنوات طويلة وما يزال.. ومن يومها يواصل الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي فزعاته للإمارة وأهلها.

فمن هو حمدان الذي عرفه الناس شاعراً وفارساً، وعرفه موظفو حكومة دبي قائداً هادئاً ومهندساً لنجاحاتهم؟ وكيف صُقلت شخصيته وهُيّئ لإدارة مستقبل دانة الدنيا؟

حفيدٌ لباني دبي الشيخ راشد بن سعيد، وابنٌ وولي عهد لصاحب المدرسة التنموية الفريدة الشيخ محمد بن راشد.. عايش مرحلة الإنجازات المتواصلة، وتشرّب أسس القيادة، فاكتسب الخبرات، وروح الإدارة الحكومية من خلال قربه الدائم من مركز صنع القرار.

لازم والده في مجلسه وجولاته وزياراته منذ سن مبكرة، فبات دائم التواجد بين أبناء دبي في أفراحهم وأحزانهم.. ينصت لهم ويستمع لاقتراحاتهم وملاحظاتهم، ويعمل على متابعة شؤونهم وقضاياهم.

وعند إطلاق مؤسسة محمد بن راشد لدعم الشباب عام 2002.. كان الشيخ حمدان حريصاً على زيارتها بشكل متكرر للقاء مع شباب الإمارة والاطلاع على أحوالهم وهو ابن 20 عاماً.

أدرك الشيخ حمدان مبكراً أنه يتهيأ لزمن بات فيه النجاح رهناً بالتخطيط الدقيق والانضباط والعلم وتحليل المعلومات، فدرس الابتدائية والثانوية في مدرسة راشد الخاصة بدبي، ثم التحق بالحياة العسكرية في كلية "ساند هيرست" الملكية ‏العريقة بالمملكة المتحدة، واكتسب خلالها مهارات الانضباط  والمسؤولية والالتزام، وتخرج منها عام 2001.

وفي كلية لندن للاقتصاد وكلية دبي للإدارة الحكومية درس علوماً حديثة عززت شخصيته القيادية وأكسبته بعداً أكاديمياً ومعرفياً إضافيين.

أما الرياضات العديدة التي يمارسها بانتظام فكرّست فيه الصبر والانتظام، فيما أكسبه حبه للشعر رقيّ النفس وتعلقها بكبار الغايات والمقاصد، وترفعها عن الصغائر، فجاءت قصائده لا تحمل جمال الشعر وحسب، بل بمعانٍ عميقة أيضاً تفيض اتزاناً ورقيّاً.

الكرم والإنسانية خصلتان واضحتان في شخصيته، لاسيما الحرص على مساعدة كلّ محتاج بغض النظر عن دين أو جنس أو قومية.

ولطالما شوهد خلال زياراته الميدانية إلى المستشفيات وسواها من الأماكن العامة داخل وخارج الدولة يتفقد أحوال الناس والمرضى، يطمئن عليهم، ويسألهم عن احتياجاتهم، ويوجه بالتكفل بعلاجهم أو منحهم ما يحتاجون إليهم.

سمات متكاملة قرأها والده الشيخ محمد بن راشد بشخصية نجله، فكلفه برئاسة المجلس التنفيذي لإمارة دبي في الثامن من سبتمبر عام 2006، ثم مسؤولية ولاية عهد دبي في الأول من فبراير عام 2008.

وبدأت رحلته منذ ذلك الوقت في التخطيط لمستقبل الإمارة وإكمال مسيرة ريادتها، فأطلق التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي، ومبادرة "مسرعات دبي المستقبل" لتنمية أعمال الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا المستقبلية، ومبادرة "دبي 10X" لتسبق الإمارة مدن العالم، و "برنامج زمالة دبي للمستقبل” للمساهمة في مسيرة تصميم المستقبل في الإمارة والعالم، وسواها العديد من المبادرات.

وهو القائل إن المستقبل علامة مسجلة باسم دبي، وإن مدن العالم تتخيل كيف تصنع المستقبل، ودبي تعيش المستقبل اليوم.

حساباته الشخصية في السوشيال ميديا تُبرز كثيراً من شخصيته، فممارسته الدائمة للرياضة ألهمت وما تزال متابعيه الشباب حول الوطن العربي في زمن انخفض فيه الاهتمام بالحياة الصحية السليمة، فمثّل الشيخ حمدان لهم قدوة ونموذجاً من جيلهم يحثهم على منح جزء من وقتهم بذل الجهد البدني في رياضات مفيدة للصحة، ما ينعكس إيجاباً على صحة المجتمع أيضاً.

وتعكس تغريداته تفاعلاً أصيلاً مع مختلف أحداث المجتمع، وهو الذي بحث عبر السوشيال ميديا عن سائق دراجة لتوصيل طلبات في دبي، ترك دراجته عندما شاهد قطعتَي «كونكريت» في الشارع وأزالهما لإماطة الأذى، وواصل سموه البحث حتى التقى السائق وشكره.

وهو الذي نفّذ أمنية طفل هندي مصاب بالسرطان، بعدما وصلته رسالة منه، قال فيها إن أمنيته الوحيدة لقاء ولي عهد دبي.

هو غيض من فيض شخصية الشيخ حمدان بن محمد الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ41.

شخصيته التي جمعت بين ثناياها التمسك والفخر بالتراث من جهة، ومن جهة أخرى التحليق نحو المستقبل.. لتعكس هوية دبي الفخورة بالماضي.. والحريصة على الحاضر.. والمستعدة لمستقبل يحمل لواءَه فزاعُها.